مجلة عصرونية · جودة حياة

٨ عادات التزمت بها هذه السنة وأحدثت فرقًا هائلًا في جودة حياتي

أهلًا يا أصدقاء،

هذا المقال هو جزء من مقالات مجلة عصرونية، فكرت بمناسبة نهاية السنة سأضع لكم أجزاء من المقالة لتستمتعوا بها في هذا اليوم الماطر الجميل..

في مطلع هذه السنة قرأت كتابًا لإحدى الكاتبات المفضلات لدي اسمه Tranquility by Tuesday وهو كتاب في مجال “أدب الوقت والإنتاجية” قبل أن تحكمي عليه بأنه ككل الكتب التي تتحدث عن هوس الإنتاجية ومسابقة الوقت، أأكد لك بأنه ليس كذلك.

لقد قرأت كل ما كتبته المؤلفة، وكل كتبها هي من مفضلاتي وغيرت فيني الكثير من العادات. إن الكاتبة أم لخمسة أطفال وألفت ٩ كتب وتكتب بشكل منتظم في مدونتها وعندها بودكاست إسبوعي، وبالرغم من كل هذه المسؤوليات إلا أنها تمارس الرياضة ٣ مرات بالإسبوع، وتقضي مع أطفالها وقت نوعي، وعندها هوايات تخصص لها وقت كل إسبوع مثل الغناء وتركيب الأحاجي، كما أنها تخصص وقت لزوجها ليستمتعا سويًا في رحلة الحياة.

وهي خبيرة في إدارة الوقت، وقد أتمت الالاف المقابلات مع أشخاص تدرس فيها أوقاتهم، وما الذي يسرق منهم أوقاتهم. وجُل ما يهمها في مسألة الوقت وإدارته، هي أن تجد السيدة –وخصوصًا الأم- وقتًا لنفسها ثم لعائلتها ثم لمهنتها بعيدًا عن المثالية الزائدة والإجهاد المحموم. وتقدم لنا العديد من الأمثلة لأمهات نجحن في تطبيق ذلك وتشرح كيف يتم ذلك بالتفصيل.

قرأت الكتاب فور صدوره على قاريء كيندل، وقد خططت معظمه و حالما انهيته كنت قد اعتزمت على قراءته مرة أخرى والتدوين عنه بالتفصيل.

تتحدث لورا عن ٨ عادات إن اتبعتيها ستهدي من وتيرة الحياة التي تجعلنا نعيشها على وضع الطوارئ كل يوم، وستجعلك تجدين الوقت –أو تصنعيته- للأمور التي تهمك فعلًا.

ولأن اتباع ٨ طرق مرة واحدة هو أمر صعب وسينتهي بي المطاف إلى الإحتراق أو الملل، فقد قررت تقسيم العادات على أرباع السنة، لأجرب في كل ربع عادتين وأرى ما سيصنعه ذلك من فرق، ثم بنهاية السنة سأكتب تقريرًا مفصلًا عن ذلك واختار من هذه العادات ما يناسبني لأتبناه.

تحديد موعد للنوم:

أعتقد أن السعودية بلد السهر بلا منازع، ومن الصعب الالتزام بالنوم المبكر في حياة الصخب خصوصًا أن كل المناسبات تبدأ من بعد الساعة ٨ مساءًا. منذ أصبحت أم أصبحت شخصية صباحة –كرهًا لا طوعًا- وكنت أكره ذلك كثيرًا إلا أن التزمت بالنوم المبكر فأصحبت الحياة ملونة وجميلة وأفكاري هادئة. إن الالتزام بالنوم المبكر من أكثر العادات التي أحدثت فارقًا بحياتي، لأن النوم يتحكم في نفسيتي بشكل كبير أكبر مما أود. طبعًا ساعد ذلك بأن إسلوب حياتي مع أطفالي صباحي، فكل الطلعات تكون إما صباحًا أو بعد العصر ولا نخرج ليلًا إلا في ما ندر جدًا. وحينما تكون هناك مناسبة أذهب لها لوحدي بعد أن ينام الصغار.

واذكر في يوم من الأيام كنت أتحدث مع صديقتي في أمريكا عبر فيس تايم، وعندما جاء موعد نومي أخبرتها بأنني يجب أن أذهب لأستعد للنوم لأنه حان وقت نومي، فضحكت وقالت “تصدقين ما عمر سمعت أحد كبير عنده موعد نوم!” والظريف بالأمر بأن هذه القصة العابرة، جعلت صديقتي تفكر بوقت نومها وتجرب أن تحدد لنفسها وقت نوم بأن تحسب عدد الساعات التي تحتاجه للنوم يوميًا لتشبع، والوقت الذي يجب عليها أن تستيقظ فيه مع الأطفال. وقد قالت لي بأنها لا تتخيل أن ترجع لحياة السهر والتعب ما إن جربت نعمة النوم المبكر المنسية!

التخطيط للإسبوع:

إن هذه العادة من العادات المتأصلة فيني منذ الصغر، فأنا لا استطيع العيش هكذا دون تخطيط. وتحث لورا على اختيار يوم محدد لتخطيط الإسبوع (هي تفضل يوم الجمعة) بالنسبة لي أحب أن أخطط يوم الأحد وأنا في الدوام بعيدًا عن الأطفال، اقتطع لي ربع ساعة لأتصفح أجندتي وأرى مواعيد الإسبوع وما الأمور التي أود أن أجدولها. تقترح لورا ٣ مجالات لنركز عليها وهي: نفسك، ومهنتك، وعلاقاتك (الدينية والعائلية والصداقات) وهي تضع هذه المجالات في أجندها للتذكير الإسبوعي بأن تفعل شيء واحد أو أكثر في هذه المجالات. ولقد دونت بالتفصيل عن طريقتي بالتخطيط هنا.

الرياضة قبل الساعة ٣ عصرًا

تحث لارا على الحركة قبل الساعة ٣ العصر، حتى ولو لمدة ١٠ دقائق. هذا العام استثمرت في مدربة خاصة تأتي إلى منزلي ٣ أيام بالإسبوع لتدربني، وتعلمني مالذي يحتاجه جسمي لأستمر عليه. وفي الأيام التي لا أتمرن فيها، أمشي لمدة نصف ساعة في الدوام. أنا أكره الرياضة وأعاني جدًا جدًا في الالتزام بها –ولا زلت أعاني- لكنني اكتشفت أنني أكرهها لأنني كثرة الخيارات تتعبني جدًا ولا أحب التنويع ولا أحب التغيير. وقد علمتني المدربة على روتين مخصص لي يناسبني.

العادة هي ما تتكرر ٣ مرات بالاسبوع:

تقول لورا بأن أي شيء يتكرر حدوثه ثلاث مرات في الإسبوع هو عادة، ولا يجب أن يحدث يوميًا. فإن كنتِ تقرأين ٣ مرات في الإسبوع فأنتي قارئة، وإن كنتي ترسمين ٣ مرات في الإسبوع فرسمك سوف يتحسن لا محالة، وإن كنتي تلعبين مع أطفالك ٣ مرات بالإسبوع فأنتِ تقضين وقتًا نوعيًا معهم، وإن كنتِ تطبخينن ٣ مرات بالإسبوع فأنتِ تقدمين لعائلتك وجبات منزلية دافئة وحنونة.

التخطيط للمغامارت الكبيرة والصغيرة

أحيانًا الروتين يصبح مملاً والأيام كلها تتشابه ولا يمكننا التفريق بين الأيام لأنه لا يوجد ما هو مميز. لذا اتبعت فكرة الكاتبة التي تقترح للتخطيط لمغامرة كبيرة ومغامرة صغيرة كل أسبوع لتصبح أيامك أسعد ومليئة بالحماس. عندما أقول مغامرة فأنا لا أقصد شيء خارق فقط جديد غير الذي تقومين به طوال الأسبوع. سأشاركم مغامراتي مثلًا اخترت أن اقوم بمغامرة كبيرة للشهر بدل الأسبوع وذهبت في رحلة سريعة (يوم وليلة) مع بنات خالتي بدون أطفالنا إلى مكة لآداء العمرة. كانت رحلة جميلة وروحانية استعدنا فيها الكثير من الذكريات قبل أن نصبح أمهات وخططنها وتطلعنا لها من بداية الشهر. ورجعنا سعيدات ومبتهجات رغم قصر المدة. طبعًا لا يلزم أن تكون المغامرة كبيرة لهذا الحد، قد تكون تجربة مكان جديد أو الخروج إلى البر في عطلة نهاية الأسبوع.ففي إحدى الأسابيع كانت المغامرة الكبيرة أننا ذهبنا إلى إسطبل وجربنا ركوب الخيل مع الأطفال وكانت رحلة منعشة. أما المغامرة الصغيرة هي الشيء بسيط تفعلونه في أيام الأسبوع، مثلًا تجربة لعبة لوحية جديدة مع العائلة أو مثل ما فعلت وهو التخييم داخل البيت فقد أحضرت خيمة صغيرة وجلست بها مع الأطفال وشوينا حلوى الخطمي وصنعنا شطائر السمورز وبعدها استعدينا للنوم.

إن أعجبك الموضوع وترغبين في التتمة، فهي في العدد الخامس من مجلة عصرونية، يمكنك شرائها هنا.

فيها تتمة العادات، ومالذي تعلمته من هذه التجربة بالتفصيل…

كما أن هناك مواضيع أخرى منعشة مثل قصة بيتي كروكر التي صدمتني بأنها شخصية خيالية! وكيف ولماذا تم اختراعها؟ ومجموعة المباهج المحببة لدى القراء، ومقال شامل ومدروس عن سر أناقة الأوربيات والكثير من المسرات الصغيرة على شكل مجلة!

مخرج:

وأنت في طريقك للبحث عن الحياة، لا نتسَ أن تعيش”

محمود درويش

5 رأي حول “٨ عادات التزمت بها هذه السنة وأحدثت فرقًا هائلًا في جودة حياتي

  1. مرحباً مها، لدي تجربة مع بعض النقاط التي ذكرتها، وأردت التأكيد عليها، النوم وتحديد موعده من أكثرها أهمية في حياتي، الفترة الأخيرة أصبت ببعض اللخبطة في النوم، ولكن يبقى هو نقطة الانطلاق كل مرة عندما تبدأ الأمور بالخروج عن السيطرة ..
    شكرا لمشاركتنا هذه التدوينة
    دمتي بود

    إعجاب

    1. مرحبًا طارق، لقد اشتقت للتدوين هنا من أجل تعليقاتكم وقراءة آخر تدويناتك.

      لعلي أصل إلى حل يجعلني أتواجد هنا وفي المجلة.

      شكرًا لك على تعليقك الكريم، دائمًا تضيف لطف واطراء مميز في التعليقات.

      أتمنى لك جمعة سعيدة.

      إعجاب

  2. لم اكن اعلم بهذه التدوينة الجميلة طيلة الشهور الماضية لقد فاتتني لانها كانت لا تظهر لي على تطبيق feedly و كنت ادخل و لا ارى لك اي تدوينة و اراجع التدوينات السابقة الى ان حاولت ان ابحث عن مدونتك في جوجل و وجدت هذه التدوينة حمدا لله و علمت بالتغييرات

     كم اشتاق لكلماتك يا مها و تأملاتك دائما اخرج من تدويناتك  بمعاني جميلة وبمساحات اوسع في التفكير و الشعور  و اتحمس لتحسين حياتي   

    اسأل الله العظيم ان يبارك لك في حياتك

    تحياتي

    صفا

    إعجاب

اترك رداً على صفا إلغاء الرد