أمومة · البيت · جودة حياة · صناعة الإبداع

رسالة حب إلى طاولة الطعام

ودعت في مطلع الشهر طاولة الطعام التي عاشت معي ١٢ عام،

استضفت عليها الأهل والصديقات في حفلات الفطور والغداء والعشاء، والعديد من أمسيات الحساء السنوية.

قبل مجئ أطفالي، كانت هي الطاولة التي أعمل بها واترجم كل أعمال الترجمة، وفيم بعد أصبحت طاولة الدراسة التي كتبت عليها أطروحة الماجستير.

وفي الأمسيات التي أكون فيها لوحدي، كنت أفرش عليها الأحجية التي تتألف من ١٠٠٠ قطعة وأركبها بهدوء وانسجام

وبعد مجئ أطفالي أصبحت طاولة الفنون والحرف، ومسرح الرقص، ومرتع الإبداع الطفولي. يعلو سطحها خربشات بديعة لكل الأعمار. هي الطاولة التي اجمع فيها أصدقاء أطفالي وأقاربهم، وارتب لهم عمل فني من الفخار أو الخرز.

وبعد ذلك اتخذها ابني الأول كمكتب له وأصبحت تعلوها الفرش والألوان واللوح وكتب الرسم.

جلس حول هذه الطاولة ضيوف من جميع الأعمار ولمختلف الأغراض، ثم جاء يوم الوداع.

قررت أن أحول غرفة الطعام إلى غرفة فنون وحرف لأطفالي، لأنني أؤمن بأن البيت يجب أن يكون مناسب لإحتياجات الأطفال قبل كل شيء، أصبحنا نأكل الوجبات على طاولة الطعام في المطبخ، وعندما استضيف صديقاتي فإننا نأكل في المجلس فلا حاجة فعلًا لغرفة طعام.

هاتفت الجمعية لتأتي وتأخذ الطاولة المربعة التي أخذت حيز كبير جدًا من الغرفة وجميع الكراسي، ثم نظفنا المكان وأخذت القياسات وذهبت في رحلة مع أطفالي إلى إيكيا ليختاروا طاولة عمل جديدة تناسبهم. خيرتهم بأن يختاروا إما مكتبين لكل واحد مكتب مستقل أو طاولة طعام مستطيلة ليتقاسما العمل عليها. ولمفاجأتي الكبيرة، اختاروا طاولة واحدة! وقال ابني الأول بأنه سيضع عليها الحدود باللاصق لتكون الحدود واضحة لكل منهما.

اخترنا طاولة خشبية جميلة وبسيطة التصميم، وقابلة للتمدد. تأتي لوحدها بدون كراسي. عندنا كرسيين في البيت لكل واحد ثم اخترنا مجموعة من هذه الكراسي التي تأتي بلا ظهر حينما نستضيف أطفال في البيت.

بعد أن ركبنا الطاولة، أصبح المكان واسعًا ومشرقًا، كما أنني رتبت لإبني الثالث والذي يبلغ من العمر سنتين مكتب صغير مقابلهم حتى لا ينقض على أعمالهم ويخربها، وبالفعل أصبح سعيدًا جدًا بركنه ولم يذهب قط لأركان إخوته، لأنني احترمت احتياجاته وزودته بكل شيء يناسب عمره من الألوان والفرش.

لا تزال المساحة قيد الترتيب لكنني سعيدة جدًا بالتغيير، وعندي خطط قيد التنفيذ بإذن الله.

هل سبق وغيرتم ترتيب بيتكم ليخدم وظيفة جديدة؟ شاركوني بالتعليقات رأيكم وتجاربكم!

أضف تعليق